قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن شبعه يتعرض لـ"إبادة جماعية" لأنه رفض الخضوع لروسيا.
ووصف، في حديث لقناة سي بي إس الغزو الروسي لبلاده بأنه "تنكيل بأمة بأكملها".
وسُئل عما إذا كانت العملية العسكرية الروسية تصل إلى حد الإبادة الجماعية، فرد: "إنها فعلا إبادة جماعية. إنها قضاء على الأمة بأكملها، والشعب كله".
"نحن مواطنون أوكرانيون، بيننا أكثر من 100 قومية، إنها محاولة لتدمير كل هذه القوميات وإبادتها. لا نقبل الخضوع لسياسات روسيا".
من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين أنه "يؤيّد" فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على موسكو قد تشمل النفط والفحم، وذلك بعد العثور على مئات الجثث تعود لمدنيين في منطقة كييف، لاسيما في بوتشا.
وقال ماكرون عبر أثير إذاعة "فرانس انتر"، "ما حصل في بوتشا يتطلّب (فرض) حزمة جديدة من عقوبات وتدابير واضحة جدًا". وأضاف "إذًا سننسّق مع شركائنا الأوروبيين، وخصوصًا ألمانيا" في "الأيام المقبلة"، متحدثًا عن عقوبات فردية وتدابير تطال "الفحم والنفط" الروسيَين.
كذلك تحدث رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن "إبادة جماعية" محتملة في أوكرانيا. وقال سانشيز أثناء منتدى اقتصادي "سنقوم بكل ما في وسعنا كي لا يبقى أولئك الذين يرتكبون جرائم الحرب هذه بدون عقاب".
وكان زيلينسكي قد ألقى كلمة مسجلة في حفل توزيع جوائز "غرامي" مساء الأحد.
وخاطب النجوم الذي كان من بينهم ليدي غاغا وجاستن بيبر قائلاً: "عازفو الموسيقى لدينا يرتدون الواقي من الرصاص عوضاً عن البدلات الرسمية"، وذلك في إشارة إلى الحرب الدائرة مع روسيا.
ومضى قائلاً: "إنهم يغنون للجرحى في المستشفيات، حتى لأولئك الأشخاص الذين لا يستطيعون سماعهم. لكن الموسيقى ستصل إليهم."
3 آلاف قتيل
قال مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إن عدد الضحايا من المدنيين بلغ 3,455 منذ بداية الحرب في أوكرانيا.
وهذا الرقم يشمل أكثر من 1400 وفاة وأكثر من 2000 إصابة.
وتعتبر هذه الأرقام تقديرات متحفظة حيث تعتبر الأمم المتحدة أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى من ذلك بكثير.
لا تزال أخبار الخسائر تأتي من منطقتي دونيتسك ولوهانسك في الشرق، حيث تخوض روسيا معارك مع أوكرانيا حول السيطرة على الجمهوريتين المعلنتين من جانب واحد واللتين اعترفت بهما مؤخراً.
وفي آخر التطورات
- اتهم الجيش الأوكراني روسيا بالبدء بعملية حشد سرية لجنود الاحتياط. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال سابقاً إنه لن يرسل جنود الاحتياط للقتال في أوكرانيا
- قالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الروسية تواصل "تعزيز وإعادة تنظيم" صفوفها مع تركيز هجومها في إقليم دونباس الأوكراني
- وزعمت وزارة الدفاع البريطانية أن قوات روسية يتم تحريكها إلى المنطقة، الأمر الذي لا يمكن التحقق منه من مصادر مستقلة
- قال حرس الحدود البولندي إن حوالي مليونين و481 ألف شخص فروا من أوكرانيا إلى بولندا منذ بدء الحرب
من جهة أخرى، نفت وزارة الدفاع الروسية وقوع أعمال قتل لمدنيين في بلدة بوتشا بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف.
وصدرت تنديدات من قادة أوروبيين بعد اكتشاف جثث إثر مغادرة القوات الروسية البلدة.
لكن وزارة الدفاع الروسية قالت إن تلك المشاهد هي "أحدث الاستفزازات الأوكرانية".
وأضافت أنه لا يوجد أي مدني تعرض للعنف عندما سيطرت قواتها على البلدة، مشيرة إلى أن قواتها انسحبت يوم 30 مارس/ آذار. وقالت إن الصور التي عُرضت لقتلى هي "أحدث تلفيقات النظام في كييف".
وكانت بي بي سي من بين مؤسسات إعلامية عرضت مشاهد مروعة من بلدة بوتشا، بينها 20 جثة بملابس مدنية ملقاة على قارعة طريق، وقتلى أياديهم مقيدة وراء ظهورهم.
إدانات واسعة لصور القتلى في بوتشا
ووصف أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، عمليات القتل بـ"وحشية ضد المدنيين لم تشهدها أوروبا منذ عقود".
وقال لقناة سي إن إن: "إنه مريع وغير مقبول استهداف وقتل المدنيين".
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس إنه يجب التحقيق في "الهجمات العشوائية" ضد المدنيين الأوكرانيين في بلدات مثل بوتشا وإيربين، على أنها جرائم حرب.
وأضافت: "لن نسمح لروسيا بالتستر على تورطها في هذه الفظائع من خلال التضليل الفاضح وسنضمن الكشف عن حقيقة تصرفات روسيا".
ووصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الصور الآتية من بوتشا بـ"اللكمة في المعدة".
وقال في تصريح لمحطة سي إن أن: "هذا هو حقيقة ما يحدث كل يوم، طالما تستمر الوحشية الروسية ضد أوكرانيا".
وغرّدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على تويتر بالقول: "شعرت بالفزع من التقارير التي تتحدث عن فظائع لا توصف في المناطق التي تنسحب منها روسيا". ودعت إلى تحقيق عاجل ومستقل وقالت "إن مرتكبي جرائم الحرب سيحاسبون".
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن روسيا كانت تهدف إلى "إبادة ما استطاعت من الأوكرانيين".
ودعا دول مجموعة السبع إلى فرض المزيد من العقوبات على النفط الروسي، وعلى الغاز ومصانع الفحم وتصدير البضائع وعلى القطاع المالي.