Omar Salem
by on يناير 8, 2011
220 views

المحارب الثالث عشر احمد بن فضلان ( محارب مع الفايكنج )

 

هل تعلمون ان ما سنسرده الان من مذكرات حقيقية !!!!

هل تعلمون من هو احمد بن فضلان ؟؟؟

ايكم مختصر مذكراته فربما بعضكم شاهد الفلم الامريكي المحارب الثالث عشر ولا يعي من هو


****


هل يتصور القارئ العربي ، ونحن في مطلع الألفية الثالثة ، أن أجداده عرفوا بلاد الشمال هذه قبل أكثر من ألف عام ، وتحديدا قبل أكثر من ألف و ثمانين ، وذلك بين عامي 921 و 924 م كيف حدث ذلك ؟ .

منذ مطلع القرن الثالث الهجري 779م تقريبا ، كثرت لدي شعوب الدولة الإسلامية المترامية الأطراف الكتب الموضوعة في أدب المسالك والممالك ، أو ما يمكن تسميته بالمصطلح المعاصر أدب الرحلات ، وكتبوا العديد من الكتب التي تصف كافة الأقاليم ، خاصة تلك التي زارها الكُتاب شخصيا ، فجاءت كتبهم وصفا لما شاهدوه عيانا ، واصفين الأمكنة وشعوبها ، وعاداتهم وتقاليدهم وعقائدهم ، واشتهر منهم العديدين مثل الكندي واليعقوبي ، وقدامه بن جعفر ، وابن حوقل ، وأحمد بن فضلان ، وسوف نتوقف في هذه الدراسة عند الأخير ، لإنه هو الذي زار بلاد الشمال بين عامي 921 و 924 م ووصفها وصفا شيقا ودقيقا ، في كتابه المعروف باسم رسالة ابن فضلان في وصف رحلته المشهورة إلي بلاد الترك والخرز والصقالبة والروس واسكندنافيا في القرن العاشر الميلادي.

الخليفة العباسي المقتدر بالله ورسوله أحمد بن فضلان

تولي الخلافة العباسية عام 295 هـ 908 م الخليفة المقتدر بالله أبا الفضل جعفر بن الخليفة المعتضد ، وكان ترتيبه بين الخلفاء العباسين الخليفة الثامن عشر ، وتذكر مصادر التاريخ أنه كان في الثالثة عشرة من عمره عندما تقلد منصب الخليفة ، وكان كثير الإنفاق ، وكان في قصره أحد عشر ألف خادم خصي من الروم والسودان وكانت خزينة دولته عامرة بالجواهر النفيسة ، ولصغر سنه كانت أمور الدولة في يد أمه ونسائه وخدمه ، وكن يرتبن شؤون الدولة وهو متفرغ لملذاته وشهواته ،وقد شهد عهده العديد من الفتن الداخلية والخارجية ، ورغم ذلك كانت لخلافته من العز والرفاهية ومظاهرالسلطان ما أسهبت كتب التاريخ في وصفه ، وقد توفي الخليفة عام 320 هـ الموافق 927 م وهو مازال في الخامسة والعشرين من عمره ، في وقت كانت سمعة خلافته ودولته في الخارج جيدة وعظيمة مما جعل العديد من ملوك وأمراء الدول المجاورة ، يسعون لقائه ، وإقامة كافة أنواع الصلات معها ،وهذا ما حدا بالمستشرق ( ميشيل كريشتون ) ، أحد محققي ومترجمي بعض أجزاء رسالة ابن فضلان إلي اللغة الإنجليزية ، أن يقول في مقدمته للطبعة الإنجليزية ( .. كانت بغداد ، مدينة السلام في القرن العاشر ، أكثر مدن الكرة الأرضية حضارة ، وقد عاش بين جدرانها الدائرية الشهيرة أكثر من مليون مواطن .. كانت بغداد مركز التأثير التجاري والفكري ، في محيط عام من رغد العيش والأناقة والفخامة ، لقد كانت فيها حدائق معطرة وأشجار وارفة الظلال ، وثروة متراكمة تعود لامبراطورية شاسعة ، لقد كان عرب بغداد مسلمين ، وقفوا أنفسهم بشدة لهذا الدين ، ولكنهم كانوا منفتحين علي شعوب تختلف عنهم في المظهر والمسلك والعقيدة . وفي الواقع ، كان العرب في عالم ذك الزمان أقل الشعوب إقليمية ، وهذا ما جعلهم شهودا أفذاذا للثقافات الأجنبية ).

انطلاقا من هذه الخلفية الإجتماعية والحضارية المتقدمة ، وكما ذكر أحمد بن فضلان في فاتحة كتابه المشهور ، فقد وصل إلي أمير المؤمنين الخليفة العباسي المقتدر بالله كتاب من .. المش بن يلطوار .. ملك الصقالبة يطلب منه أن يرسل إليه من يفقهه في الدين ويعرفه شرائع الإسلام ، ويبني له مسجدا وينصب له منبرا ليقيم عليه الدعوة له في بلده وجميع مملكته ، ويسأله بناء حصن يتحصن فيه من الملوك المخالفين له ، فأجيب إلي ما سأل من ذلك .

وبناء علي موافقة الخليفة المقتدر بالله علي مطالب ملك الصقالبة ، فقد تكون وفد رسمي للخليفة من سوسن الرسي مولي نذير الخرمي ، وتكين التركي ، وبارس الصقلابي ، وأحمد بن فضلان ، وكانت مهمة الأخير ضمن الوفد المتوجه إلي ملك الصقالبة ، وكما وصفها هو بنفسه (.. فندبت أنا لقراءة الكتاب عليه ، وتسليم الهدايا ، والإشراف علي الفقهاء والمعلمين ..) ، وقد غادر الوفد بغداد في شهر صفر سنة 509 هـ حزيران 921 م متوجها إلي ملك الصقالبة ، أو البلغار كما كانوا يسمون ، نسبة إلي عاصمتهم بلغار علي نهر الفولجا ، حيث تقع الأراضي الروسية اليوم ، وقد استغرقت رحلته هذه ثلاث سنوات 921 ـ 924 م حيث زار الوفد بلاد العجم والترك ، والصقالبة ، والروس ، والاسكندنافيا ، والخرز ، وعندما عاد الوفد إلي بغداد ، قام بن فضلان بتسجيل وقائع رحلة السنوات الثلاثة في تقرير أو كتاب رسمي هو الذي عرف و اشتهر باسم رسالة ابن فضلان .

رحلة مخطوطة رسالة ابن فضلان

عانت مخطوطة هذه الرسالة منذ أن دونها أحمد بن فضلان عام 924 م تقريبا ، أي قبل ألف وثمانين عاما ، من الترحال والنسخ والضياع والنقل والإضافة ما لا يقل غرابة عن وقائع الرحلة المدونة فيها ، التي عاشها أحمد بن فضلان شخصيا ، وحسب مقدمة ميتشل كريتون للطبعة الإنجليزية التي أعدها وترجمها ونشرها عام 1976 م عن مؤسسة بنتام بوك :

إن أهم المصادر التي جمعت منها الفقرات والمقاطع التي كونت فيما بعد نص رسالة أحمد بن فضلان في ضوء فقدان النسخة العربية الأصلية الكاملة ، هي المصادر التالية ..

1 ـ الفقرات والمقاطع المطولة التي أوردها ياقوت الحموي في كتابه الشهير معجم البلدان وكان ينقل عن نسخة أصلية للرسالة لم تصل إلينا ، رغم أن ياقوت ألف كتابه بعد 300 عام .

2 ـ جزء آخر من المخطوطة اكتشف في روسيا عام 1817م ونشر باللغة الألمانية من قبل أكاديمية سانت بطرسبرج عام 1923م .

3 ـ اكتشف مخطوطان جديدان عام 1878م ، في مجموعة التحف الأثرية الخاصة بسفير بريطانيا السابق في القسطنطينية ، السير جون امرسون ، ولا يعرف أحد أين وكيف ومتي عثر عليهم أو إذا ما كان السفير اقتناها .

4 ـ عثر في عام 1937 م علي نص آخر للمخطوطة باللغة اللاتينية للعصور الوسطي في دير إكسيموس بشمال اليونان .

هذا بالاضافة لمخطوط آخر وجد في الدنمارك ، وترجمات عديدة بالسويدية و الألمانية والفرنسية والروسية لمقاطع من المخطوط ، أو دراسات عن المخطوط وصاحبه .

الجهد النرويجي في المسألة

إن العدد الكبير والمختلف والمتناقض للأصول التي نقلت أجزاء عديدة من مخطوطة رسالة ابن فضلان من مصادر مختلفة بلغات عديدة جعلت ميتشل كريتون يقول:
( .. مهمة تحقيق الصيغ والتراجم الكثيرة آنفة الذكر ، التي يمتد تاريخها إلي أبعد من ألف سنة ، والتي ظهرت باللغات العربية واللاتينية والالمانية والفرنسية والدنماركية والسويدية والإنجليزية ، عمل بالغ الصعوبة ، ولا يحاول القيام بهذه المهمة ، إلا شخص علي جانب عظيم من المعرفة والطاقة ، وقد قام بها مثل هذا الشخص عام 1951 م وهو بيير فراوس الأستاذ المتقاعد الحائز علي لقب الشرف للأدب المقارن في جامعة أوسلو بالنرويج ، الذي قام بجمع كل المصادر المعروفة ، وبدأ مهمة الترجمة الضخمة ، التي استغرقت حتى مماته في عام 1957 م . وقد نشرت أجزاء من ترجمته في صحائف متحف أوسلو الوطني خلال عامي 1959 ـ 1960 م ) .

النسخة العربية

وفي نفس الفترة تقريبا ، كان هناك جهد مماثل في الجانب العربي لخدمة هذه المخطوطة ، قام به المرحوم الدكتور سامي الدهان ، عضو المجمع العلمي العربي بدمشق ، وقد جمع بعض المخطوطات السالفة التي إطلع عليها ميتشل من النسخة العربية التي اكتشفت عام 1924 م في مشهد بإيران وكان أول من نشرها بالحروف العربية الباحث التركي زكي وليدي طونجان .

ولكن المرحوم الدكتور سامي الدهان ، أعد طبعه عربية معتمداً علي صورة لنسخة مشهد لأن التحقيق الذي قام به طوغان التركي ، كان مليئا بالأخطاء … وقد بذل الدهان مجهودا قيما ، مقارناً عدة نسخ من المخطوطة . ناقلا مقاطع من كتب الرحلات التي نقلت من المخطوطة ، وتمكن من إصدار الطبعة الأولي العربية لهذه المخطوطة .. رسالة ابن فضلان .. عن مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1379 هـ الموافقة 1959 م .

هذا وقد لاحظ الدكتور حيدر غيبة عند مقارنته طبعة كريتون مع طبعة الدهان والتي عرفت باسم نسخة مشهد ، إن رسالة ابن فضلان في طبعة كريتون خلت من الفقرات الخاصة بزيارة بلاد الصقالبة التي هي الهدف الأساسي من زيارة ومهمة ابن فضلان ، وكذلك الجزء الخاص بزيارة بلاد الخرز ، وكلاهما موجود ومتضمن في الطبعة العربية ، مشهد ـ الدهان وفي الوقت ذاته خلت الطبعة العربية من زيارة ابن فضلان لبلاد الشمال المعروفة باسم اسكندنافيا وما تضمنته من مغامرات مثيرة ، ومعلومات وفيرة ، وهذا الجزء يشكل حوالي ثلاثة أرباع حجم الرسالة الأساسي .

لذلك قام الدكتور حيدر غيبة ، بجهد جديد ، له قيمته الأكاديمية العالية ، عندما أعاد تجميع وترتيب أجزاء .. رسالة ابن فضلان .. موفقا بين الطبعة الإنجليزية كريتون والطبعة العربية الدهان مشهد ، ليولف منهما طبعة عربية جديدة ، متضمنة كافة الأجزاء والفقرات التي حوتها الرسالة في كافة الطبعات ، مرتبا هذه الأجزاء الترتيب الذي ينسجم مع مجريات الرحلة في الذهاب والإياب ، وقد أصدرها في طبعة عربية جديدة عام 1994 م ، مقدما بذلك خدمة جليلة للمكتبة والقارئ العربيين ، للإطلاع علي رسالة ابن فضلان التي أدهشت الباحثين والقراء الغربيين ، مما حدا بالأستاذ المستشرق كريتون للقول عنه :

( من الواضح أن إبن فضلان نفسه كان شاهدا ذكيا ، إهتم بالتفاصيل اليومية ، وبنفس الوقت بحياة ومعتقدات الشعب الذي التقى به ، لقد أذعره كثير مما شاهده ، واعتبره فظا وفاحشا أو وحشيا ، لكنه لم يبدد وقته بتوجيه الإهانات له ، فإذا ما أبدي إمتعاضه مرة ، عاد مباشرة إلي ملاحظاته النيرة وكان يروي ما يراه بأقل قدر من الإستعلاء أو الشعور بالتفوق ، لم يحدث لابن فضلان أن تحرز ، بل كانت كل كلماته ترن بالحقيقة ، وكلما أخبر عن إشاعة كان حريصا علي البوح بأنها كذلك ، هذه السجية من الصدق المطلق ، هي التي تجعل قصته رهيبة حقا ) .

تلك كانت رسالة ابن فضلان وقصة مخطوطاتها ، فماذا كتب الرحالة الكاتب العربي عن هذه الإسكندنافيا قبل ألف وثمانيمن عاما ، ما جعل الغربيين والأسكندنافيين خاصة ، يقدرونها كل هذا التقدير الذي لا نعتقد أنه حصل عليه في عالم المكتبة العربية .

 

كن أول شخص يعجب بهذا.